أبرز النقاط
على الرغم من اتفاق السلام المُعاد تنشيطه ووجود حكومة ائتلافية ظاهريًا، لا يزال جنوب السودان يعاني من انعدام الأمن. ولا تزال مستويات العنف والصدمة دائمة الارتفاع التي تسببت في مقتل ما يُقدر بنحو
٤٠٠ ألف شخص تسيطر على السكان وتؤكد على طبيعة النزاع الذي لم يُحَل بعد.
الأحداث العنيفة
- على الرغم من الاتفاق المُعاد تنشيطه بشأن حل النزاع في جنوب السودان لعام ٢٠١٨، لا يزال العنف المسلح في جنوب السودان مرتفعًا باستمرار ولا يُظهر سوى القليل من علامات التراجع. وظلت وتيرة الأحداث العنيفة ثابتة، حيث بلغ متوسطها ٧٣٣ حادثًا يتم الإبلاغ عنه سنويًا منذ عام ٢٠١٧. كما أن العنف في عام ٢٠٢٠ يتجاوز ما شهده عاما ٢٠١٩ و ٢٠٢٠.
- كانت ولاية وسط الاستوائية نقطة محورية للعنف في السنوات الأخيرة، حيث بلغ متوسطها ١٨٠ حالة يتم الإبلاغ عنها سنويًا، أو ٢٥ في المائة من متوسط المجموع الوطني. ومع ذلك، فإن خريطة الأحداث العنيفة في جنوب السودان تسلط الضوء على اتساع نطاق العنف. حيث تشهد ولايات جونقلي والوحدة والبحيرات وأعالي النيل وغرب الاستوائية وشرق الاستوائية وواراب معارك كبيرة منذ عام ٢٠١٨.
- تركزت أعمال العنف في جنوب السودان بشكل مكاني حول شبكات الطرق الرئيسية في البلاد. وتسلط هذه الأحداث الضوء على الأهمية الاستراتيجية للطرق في هذه المنطقة الواسعة. حيث يوجد في جنوب السودان أقل من ٣٠٠ كيلومتر من الطرق المعبدة في بلد يبلغ مساحته ٦٥٠ ألف كم 2، أي بحجم فرنسا تقريبًا. كما أن تركز الأحداث العنيفة حول شبكات النقل يؤكد كيف أن السكان والبضائع عرضة للأذى على الطرق. ولذلك، فإن لكل حدث عنيف تأثير مضاعف على انعدام الأمن والعزلة بسبب زيادة تقييد الحركة.
النزوح القسري
- إن توسع العنف واستمراره في جنوب السودان هو المحرك الرئيسي وراء المستويات الاستثنائية للنزوح القسري. وأكثر من ثلث السكان، أي ما يُقدر بنحو 4 ملايين نسمة، مشردون. وغالبيتهم من اللاجئين، وهو أمر نادر في الصراعات الأفريقية، حيث عادةً ما يجد النازحون ملجئًا داخل بلدهم. وقد ساهم ذلك في تَفَرُد جنوب السودان بوجود حصة أكبر من المواطنين الذين يعيشون كلاجئين أكثر من أي بلد آخر في أفريقيا.
- منذ عام ٢٠١٨ والهجمات على المدنيين أكثر من المعارك بين المقاتلين. وأدت التهديدات المستمرة لسلامة المدنيين إلى منع الكثيرين من العودة إلى ديارهم.
- ويفرض ٢٫٣ مليون لاجئ تكلفة باهظة بشكل خاص على جيران جنوب السودان الذين أُجبروا على استضافة هؤلاء السكان النازحين لسنوات. وتدعم أوغندا ما يقرب من مليون لاجئ من جنوب السودان، أكبر عدد من اللاجئين في أفريقيا. كما أن السودان قريب من هذا الرقم مع ما يقرب من ٨٠٠ ألف لاجئ.
انعدام الأمن الغذائي
- تزايدت نسبة سكان جنوب السودان الذين عانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد بشكل مطرد منذ عام ٢٠١٣، عندما اندلع الصراع الأهلي لأول مرة. وهناك الآن أكثر من ٦٫٥ مليون شخص في جنوب السودان (أو ٦٣ في المائة من السكان) يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وأكثر من ١٠٠ ألف يواجهون المجاعة (التصنيف المرحلي المتكامل
المرحلة ٥). - يُعتبر استمرار ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان نتيجة مباشرة للعنف السياسي. ومع نزوح مواطني جنوب السودان، فقدوا سُبل رزقهم. كما أدى العنف إلى تعطيل الزراعة والحصاد وعمليات نقل الأغذية وعمل الأسواق.
- تواجه الولايات الواقعة في وسط وشمال شرق جنوب السودان – جونقلي وبيبور وواراب وأعالي النيل – أخطر حالات انعدام الأمن الغذائي. وتتأثر هذه المناطق تأثرًا مباشرًا بالنزاع فضلًا عن الاضطرابات الناجمة عن تقييد نقل البضائع، بما في ذلك الحصول على المساعدة الغذائية. الولايات في الشمال الشرقي معزولة جدًا؛ حيث يوجد طريق رئيسي واحد. وهذه المنطقة معرضة بشدة للفيضانات، مما يؤدي إلى توسيع الاضطرابات في النظم الغذائية الناجمة عن العنف.